اخبار
أخر الأخبار

غيب الموت اقدم شرطي في جنوب دارفور

...في رثاء الفذّ النبيل عبد الرحيم محمد عمر الضهيب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

غاب عنا في صمت، كما يعيش الكبار، دون ضجيج، ودون وداع… مضى إلى رحمة ربه تاركاً خلفه سيرةً عطرة، ومسيرةً طويلة من البذل والعطاء، في وطنٍ ما زال ينزف ويشتاق لأمثاله.

 

برحيل العم عبد الرحيم محمد عمر الضهيب، فقدت جنوب دارفور أحد رموزها النادرين، وعلماً من أعلام الشرطة السودانية. خمسةٌ وخمسون عاماً قضاها في ميادين الواجب، وفي ثنايا العمل الجنائي، متحرياً بارعاً، وإدارياً نزيهاً، وشاهداً على تحولات وطنه، بمهنية قلّ نظيرها.

 

هو أقدم شرطي في جنوب دارفور، لكنه لم يكن شرطياً فقط… بل كان شاعراً، ومادحاً، ومثقفاً، وإنساناً. حمل قلمه وقصيدته كما حمل سلاح القانون، فخاطب القلوب كما خدم العدالة. صدحت إذاعة أم درمان بقصيدته “السلام”، كما خلدت له “دارفور” في ذاكرة الشعر الوطني. لم يكن يُلقي الشعر فقط، بل كان يلقي السكينة في النفوس، والصدق في الكلمة، والضياء في دروب العتمة.

 

نال ثناءات من القضاة، وتقدير مدراء الشرطة، واحتل المرتبة الثانية في امتحان الكفاءة المهنية على مستوى دارفور عام 1988، وهذا ليس غريباً على رجل وهب عمره كله لوطنه وشعبه.

 

وقد ترك خلفه أبناءً هم امتداد لقيمه: عدنان، محمد، الجوهري، الشفيع، الجيلاني، سيف الدين، والهادي… فيهم تُرى بصماته، ويتردد صداه.

 

نم قرير العين يا عبد الرحيم، فقد أديت الأمانة وصدقت الوعد. وإننا على درب الوفاء لك ماضون، وذكرك باقٍ في قلوبنا ما بقي الوفاء.

 

فلنُشهد الله على طيب خصالك، فحقاً كما قيل: ألسنة الخلق أقلام الحق.

 

✒️خالد شرف الدين احمد

هيئة إذاعة وتلفزيون جنوب دارفور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى